وأشد هذه الأشياء خجلا انحطاط اللغة العربية.
تري أناسا من العرب ومن بني جلدتنا لكنهم يرطنون بلغة الأعاجم ؛وكأنه يستحي من اللغة العربية التي هي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة
تري الرجل يتكلم معك في الشارع وقد اختلط كلامه العربي باللغات الأخري
فتارة تجده يرد علي التليفون فيقول بالانجليزية : آلو
وتارة يودعك فيقول بالانجليزية : باي
وتارة يشكرك فيقول بالفرنسية : مرسي
وتارة يرحب بك فيقول بالانجليزية مطعم بالعربي: ازيك يامان ؛أو ازيك يا بوس."...........الخ"
الي آخر هذه التعبيرات التي لسنا بصدد حصرها؛انما نحن بصدد نقدها.
والأدهي والأمر من ذلك أصبح الشباب يسمعون الي أغاني باللغة العربية لكنها خالية من أي فائدة؛ حاوية لكل ساقطة ؛تجمع كل شاردة وواردة.
ونحن لا نتكلم الآن عن الحكم الشرعي؛ولكن نتكلم عن الذوق في السماع والحس الأدبي في الكلام.
تجد مغني يقول "بحبك ياحمار "واخر يقول "العنب ،والبلح ،...........الخ"
وانظر الي ذلك الالبوم الذي نزل مؤخرا والذي تختلط فيه الكلمات العربية باللغة الانجليزية فيقول ذلك "أنا مش خرونج أنا كينج كونج ......وبلعب بينج بونج .......الخ"وكلام علي هذه الشاكلة؛
واسم المطرب : ابوالليف "حاجة تكسف "وكذلك صورته: لابس شيكارة "حاجة تقرف",
ما هذا الهراء!! ؛وماهذا الكلام الخالي من أي معني!! ؛ويزعم هذا الشاعر أن هذ تغييرا وأنه سئم من الأغاني التي تغني عن الحب والهوي ؛فأراد التغيير.
أهذا هو التغيير من وجهة نظرك !!!!!!!!!
قد يكون تغييرا!!!!
لكنه الي الأسوأ بالطبع.
التغيير أيها المثقف الواعي الواعد أن تؤلف كلمات تحس الشباب علي العمل والحب والتعاون والجد والتفوق ؛ليس ماتفعله من خزعبلات وترهات.
وأنا الآن اذا كنت اوجه كلامي الي ذلك الشاعر ؛فحري بي أن أوجه كلامي اليك أيها المستمع المسكين؛الذي أصبحت حاسة الأذن لديك مقلبا لقمامة هؤلاء الجاهلين.التغيير أيها المثقف الواعي الواعد أن تؤلف كلمات تحس الشباب علي العمل والحب والتعاون والجد والتفوق ؛ليس ماتفعله من خزعبلات وترهات.
فأنت حر فيما تسمع ؛"فميز بين الطيب والخبيث" لأن الانسان يتبلور فكره وطريقة تفكيره من كل شيء حوله ؛يتأثر بما يسمع ،وبما يقرأ ،وبما يري،وبما يلمس .
فاختر طريقة تفكيرك بنفسك ؛لاتدع هؤلاء يجعلونك عجينة فيشكلوك كما يشاؤون.
يقول الله تعالي "كل امرئ بما كسب رهين" ، ويقول أيضا "وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه".
والآية الأخطر قول الله تعالي"ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا "
والأخطر والأخطر قول الله تعالي "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانو يعملون"
"أقول والله لقد فسدت الأمزجة"
أين احترام العقل الذي كرمك الله به ؛ أم أنك تريد أن تنحط انسانيتك فتسقط الي مرتبة ال"................"
يا أيها العربي :
لم لا تعتز بلغتك العربية؟!!!
أضرب لكم مثالا وهو ليس منا ببعيد وهو الرئيس الفرنسي جاك شيراك:
في قمة المجموعة الأوروبية الأخيرة، وقف رجل الأعمال الفرنسي ايرنست انطوان سيلييه يلقي كلمة باسم رجال الأعمال الأوروبيين، وفوجئ الرئيس الفرنسي شيراك أن مواطنه إيرنست بدأ بإلقاء الكلمة باللغة الانجليزية، لغة شكسبير، فقاطعه قائلا: لماذا لا تلقي كلمتك بلغتك الأم؟ فرد إيرنست “سألقي الكلمة باللغة الانجليزية، لأنها لغة البزنس”، وغضب شيراك وغادر القاعة مع وزير ماليته تيري بريتون ووزير خارجيته فيليب دوست بلازي. وعندما سأله الصحافيون عن سبب الغضب والانسحاب قال: “لقد صدمت لرؤية فرنسي يعبر عن نفسه بغير اللغة الفرنسية، وقد انسحبت لكي لا أستمع إلى كلمة شخص لا يحترم لغته”. ولم يغادر شيراك مقعده، ولم ينسحب من الجلسة عندما ألقى جين كلود تريشيه، حاكم البنك المركزي الأوروبي، كلمته، فقد كان يتحدث بالفرنسية، رغم أن الحوار في اجتماعات البنك يجري باللغة الانجليزية. وشيراك درس في الولايات المتحدة، وهو يجيد اللغة الانجليزية كأحد أبنائها، ولكنه توقف عن استخدام هذه اللغة منذ انتهاء دراسته وعودته إلى فرنسا، وعندما التقى الرئيس بوش في السنة الماضية أصر على التحدث بالفرنسية معه، وكان يرافق الزعيمين، حتى على مائدة العشاء، مترجمان، الأول أمريكي ينقل كلام بوش إلى الفرنسية، والثاني فرنسي ينقل كلام شيراك إلى الانجليزية. وفي الأمم المتحدة حيث الحوار باللغة الانجليزية، تظاهر شيراك بأنه لم يفهم بعض الأسئلة التي وجهت إليه باللغة الانجليزية، فقام توني بلير الذي يجيد الفرنسية كأحد ابنائها بالترجمة له
وأختم كلامي بقول الشاعر المصري الرائع حافظ إبراهيم:
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً *** وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ *** وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ *** فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي
أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً *** وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ
تنويه :/
اعذروني عن عدم احصاء الكلمات الأجنبية لأن كلنا يعرفها ؛فاللبيب بالاشارة يفهم.كذلك لم احصي كلمات الأغاني لأني في الأصل لا أسمعها.