بداية نتفق علي أن زيادة المال ليست طريقا
للسعادة كما أن نقصانه أيضا ليس كذلك J
السعادة تتعلق بأشياء أخري غير المال وزيادته
ونقصانه .
بداية لكي يتضح المعني :
فكر في سيارة كنت تحلم بها ليل نهار وتريد أن
تشتريها بفارغ الصبر ،ولما اشتريتها
غمرتك الفرحة ( ومش بعيد خدتها جولة كبيرة
وعملت بها خمسسات وستات وكده J)
كل هذا وذاك ماهي إلا ردود أفعال لسعادتك
بامتلاك سيارة لطالما حلمت بها J
ولكن سرعان (مش هقولك بعد شهر شهرين قول يا
سيدي سنة ) ستفقد ذلك الشعور ويتحول
شعورك إلي الحيادية فلا تشعر بسعادة كما أنك
أيضا لن تشعر بحزن وستصبح لديك السيارة
ماهي إلا وسيلة كأي شيء في حياتك .
ومن هنا يتضح مرادي : أن المال وزيادته
وتوفيره لك بعض الأشياء سيضعك في منطقة حيادية
بين الرضا وعدم الرضا .
والإنسان منا إذا جعل المال وجهته الأساسية
سيفقد الكثير من الناس بقصد أو بغير قصد ،وسيضطر
إلي التعامل بالإستغلال والإنحراف وغيره حتي
يصل إلي ما يبغي من الثراء الفاحش.
وبعد أن يصل إلي حالة مرضية من الثراء (وهذا
فرض جدلي مستحيل لن يتحقق! )؛ ستجده يبحث
عن صديق قديم فقده بسبب المال ،أو أولاد
أهملهم تربية ،أو زوجة تركها انشغالا ؛ ولكن للأسف
لن يستطيع أن يسترجعهم حتي ولو بذل ماله كله
من أجل ذلك !!!
ومن هنا يتضح علي الدوام أن المال لايشتري
سعادة أبدا وماهو إلا وسيلة وفقط .
وأسمعك تطرح علي سؤالا : ولكن ماهو طريق
السعادة إذن ؟ J
أقول لك : هذا ما ستجده بإذن الله قريبا في
مقالي القادم J
دمت بخير وأشكرك علي صبرك علي J